الشخصية

6 علامات تحذيرية تدل على أنك تنجرف في الحياة (وماذا تفعل حيال ذلك)

لدينا جميعًا أحلام، ولكن في بعض الأحيان يكون طريقنا لتحقيقها محجوبًا بضباب عدم اليقين والجمود في الحياة اليومية.

قد تنظر إلى سنواتك الماضية وتواجه صعوبة في تذكر آخر مرة شعرت فيها بالحياة أو الشغف تجاه شيء ما. أو قد تشعر وكأنك تطفو بلا هدف، وغير متأكد ما إذا كانت حياتك تتحرك حقًا في اتجاه معين.

كيف يمكنك معرفة ما إذا كنت تنجرف في الحياة فحسب، أم أنك تعاني فقط من فترات المد والجزر النموذجية التي يمر بها الجميع؟

فيما يلي 6 علامات تحذيرية رئيسية قد تشير إلى أنك تنجرف بدلاً من قيادة حياتك إلى الأمام. إذا أثرت هذه الأمور على وتر حساس لديك، فقد يكون الوقت قد حان لإجراء بعض التقييم الذاتي الصادق واتخاذ الإجراءات الحاسمة.

الهدف من هذه المقالة ليس جعلك تشعر بأنك عالق، ولكن تمكينك بالأدوات والأفكار اللازمة لاستعادة السيطرة ورسم مسار هادف لحياتك.

1) أنت غير متأكد باستمرار بشأن مستقبلك

لدى معظمنا أحلام وأهداف نريد تحقيقها، سواء كانت كبيرة مثل بناء حياة مهنية ناجحة أو بسيطة مثل عيش حياة مُرضية .

ومع ذلك، إذا وجدت نفسك دائمًا غير متأكد من الاتجاه الذي تتجه إليه حياتك، أو إذا لم تتمكن من تصور مستقبل واضح لنفسك، فقد يكون ذلك علامة تحذير على أنك تنجرف في الحياة.

غالبًا ما يتجلى عدم اليقين هذا في مشاعر الارتباك أو القلق عند التفكير في المستقبل.

قد تستمر في تغيير مسار حياتك المهنية أو أهدافك الشخصية لأنه لا يوجد شيء يبدو على ما يرام. أو ربما تتجنب التفكير في المستقبل تمامًا لأن الافتقار إلى الوضوح أمر غامر للغاية.

الخطوة الأولى نحو معالجة هذه المشكلة هي الاعتراف بمشاعر عدم اليقين هذه. افهم أنه لا بأس ألا تكتشف كل شيء، وتذكر أن الحياة هي رحلة اكتشاف.

بعد ذلك، ابدأ بوضع أهداف صغيرة قابلة للتحقيق لنفسك . سيوفر هذا إحساسًا بالاتجاه ويساعد تدريجيًا في رسم صورة أوضح لما تريد أن يبدو عليه مستقبلك.

تذكر أنها حياتك ولديك القدرة على توجيهها في أي اتجاه تريده. لا تدع الخوف أو الارتباك يمنعك من صياغة مستقبل يجلب لك السعادة والوفاء.

في حين أنه من الضروري معالجة حالة عدم اليقين هذه وشق طريق واضح، إلا أن هناك عقبة عاطفية أخرى قد تعيق رحلتك.

2) عدم وجود العاطفة أو الدافع

من العلامات الشائعة الأخرى التي تشير إلى أنك قد تنجرف في الحياة هو الشعور السائد باللامبالاة أو الافتقار إلى الحافز .

قد تجد أن الأشياء التي كانت تثيرك لم تعد تثير الفرح. قد تبدو وظيفتك أو هواياتك أو حتى علاقاتك عادية، مما يجعلك تشعر بعدم الرضا في نهاية كل يوم.

هذا النقص في الشغف لا يتعلق فقط بالملل أو عدم الرضا المؤقت. إنه شعور أعمق بالانفصال عن حياتك، كما لو كنت تمر بالحركات دون أن تجربها حقًا.

إذا كان هذا يتردد في ذهنك، فقد حان الوقت لإعادة الاتصال بما يجعلك تشعر بالحياة.

ابدأ بسؤال نفسك ما الذي يثير اهتمامك حقًا؟ ما هي الأشياء التي يمكنك القيام بها لساعات دون أن تشعر بالاستنزاف؟ يمكن أن يكون أي شيء من الرسم إلى البرمجة أو البستنة أو العمل التطوعي.

ثم، ابذل جهدًا واعيًا لدمج هذه الأنشطة في روتينك اليومي. قد يبدو هذا صعبًا في البداية، خاصة مع جدول أعمالك المزدحم، ولكن حتى بضع دقائق مخصصة لشيء تحبه كل يوم يمكن أن تعيد إشعال شغفك وتمنحك إحساسًا بالهدف.

تذكر أن الدافع والعاطفة ليسا ثابتين؛ ينحسر ويتدفق. ولكن من خلال البحث الجاد عما يشعل نيرانك، يمكنك تجنب الوقوع في الانجراف والبدء في توجيه حياتك نحو الإنجاز والسعادة.

ومع ذلك، إذا لم يكن هناك شيء يساعد، فقد يكون ذلك بمثابة إشارة إلى أنك تعاني من حالة صحية عقلية، مثل الاكتئاب. استشر أحد المتخصصين للحصول على تقييم وتوجيه شاملين. 

ومع ذلك، حتى لو وجدت عواطفك قد اشتعلت من جديد، فهناك مأزق يمكن أن يجعلك تشعر وكأنك تركض في دائرة.

3) تشعر أنك عالق في شبق

واحدة من العلامات الأكثر دلالة على أنك تنجرف في الحياة هو الشعور بأنك عالق في شبق .

قد تشعر وكأنك في حلقة مفرغة، وتتحرك باستمرار، ولكنك لا تصل إلى أي مكان أبدًا. يبدو كل يوم وكأنه تكرار رتيب لآخر يوم، ولا يمكنك تذكر آخر مرة قمت فيها بشيء جديد أو مثير.

أتذكر وقتًا في حياتي عندما كنت أعمل في وظيفة لم تكن ترضيني. كان كل يوم مطابقًا للذي قبله؛ الاستيقاظ، والتنقل، والعمل، والتنقل، والنوم، والتكرار. شعرت وكأنني عالقة في حلقة مفرغة، مجرد القيام بالحركات دون أي شعور حقيقي بالتقدم أو الإنجاز. كان الأمر كما لو كنت أشاهد حياتي تمر دون أن أكون جزءًا منها حقًا.

في اللحظة التي أدركت فيها أنني عالقة في هذا المأزق، أدركت أن شيئًا ما يجب أن يتغير.

لذلك، بدأت بوضع أهداف صغيرة ولكن ذات معنى لنفسي خارج العمل. عدت إلى الرسم من جديد، وهو الأمر الذي أحببته في شبابي ولكنني تركته يفلت من أيدينا في انشغالات البلوغ. لقد كانت مجرد بضع ساعات في نهاية كل أسبوع، لكن هذا الوقت الذي أقضيه مع لوحاتي وألواني أصبح تدريجيًا أبرز ما في أسبوعي.

ببطء ولكن بثبات، بدأت هذه التغييرات الصغيرة في إحداث فرق كبير. بدأت حياتي تكتسب اللون والإثارة مرة أخرى. شعرت بمزيد من المشاركة وأقل وكأنني كنت انجرف.

إذا شعرت أنك عالق في شبق، حاول كسر الرتابة. ضع لنفسك تحديات جديدة أو مارس هوايات قديمة. حتى التغييرات الصغيرة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا وتساعدك على استعادة السيطرة على اتجاه حياتك .

ومع ذلك، فإن الخروج من هذه الدورة يتطلب أكثر من مجرد تجارب جديدة. في بعض الأحيان، ليست الرتابة هي التي تعيقنا، بل ترددنا وتأخيرنا.

4) أنت تنتظر دائمًا الوقت “المناسب”.

المماطلة هي عادة شائعة، ولكن عندما تصبح أسلوب حياة، فقد تكون إشارة إلى أنك تنجرف.

قد تجد نفسك تنتظر دائمًا اللحظة المثالية لبدء هذا المشروع الجديد، أو القيام بهذه الخطوة المهنية، أو ممارسة تلك الهواية التي طالما كنت مهتمًا بها.

الحقيقة هي أن هناك ظاهرة تعرف باسم “خصم الوقت”، والتي تشير إلى أننا نحن البشر نفضل عمومًا المكافآت الفورية على المكافآت المستقبلية، حتى لو كانت المكافآت المستقبلية أكثر قيمة.

ولهذا السبب نقوم في كثير من الأحيان بتأجيل المهام التي لا تقدم إشباعًا فوريًا.

لكن انتظار الوقت أو الفرصة المثالية يمكن أن يؤدي إلى ضياع الفرص والندم. الحياة لا يمكن التنبؤ بها، وانتظار محاذاة النجوم قد يعني الانتظار إلى الأبد.

إذا وجدت نفسك تؤخر خططك بشكل دائم، فقد يكون الوقت قد حان لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

ابدأ صغيرًا واتخذ الخطوة الأولى نحو هدفك اليوم، حتى لو لم تكن الظروف مثالية.

كل خطوة إلى الأمام، مهما كانت صغيرة، هي تقدم وتقربك من المكان الذي تريد أن تكون فيه. من خلال اتخاذ خطوات نشطة نحو أهدافك، بدلاً من مجرد انتظار حدوثها، يمكنك السيطرة على اتجاه حياتك وإيقاف الانجراف.

الوقت لا ينتظر أحداً، لكن الكثيرين ينتظرون الوقت “المثالي”. العاقبة؟ الفرص الضائعة. إذا وجدت نفسك تدفع خططك باستمرار إلى “يوم ما”، فأنت لست وحدك.

ولكن حتى لو تغلبت على المماطلة ، هناك عبء عقلي ربما لا يزال يثقل كاهلك.

5) غالباً ما تشعر بالإرهاق

علامة أخرى على أنك قد تنجرف في الحياة هي عندما تشعر في كثير من الأحيان بالإرهاق، حتى من أبسط المهام.

يبدو الأمر كما لو أن كل شيء يبدو أصعب بكثير مما ينبغي، وتجد نفسك تحاول اللحاق بالحياة باستمرار.

أتذكر وقتًا كنت أتعامل فيه مع التزامات متعددة – وظيفة صعبة، ومشروع جانبي، ومسؤوليات شخصية. أتذكر أنني شعرت وكأنني أغرق في قوائم المهام والمواعيد النهائية، بالكاد أبقي رأسي فوق الماء.

على الرغم من الزحام المستمر، شعرت وكأنني لم أحقق أي تقدم حقيقي في أي جانب من جوانب حياتي. كان الأمر كما لو كنت أدور عجلاتي في الوحل، ولا أصل إلى أي مكان بسرعة.

وذلك عندما أدركت أنني كنت أتحمل الكثير دون أي اتجاه أو غرض واضح. كنت ببساطة أتفاعل مع متطلبات الحياة بدلاً من رسم مساري بشكل استباقي.

لذلك، قررت أن أرجع خطوة إلى الوراء وأحدد الأولويات. لقد ألقيت نظرة صادقة على جميع التزاماتي وبدأت في التخلي عن تلك التي لم تكن مهمة حقًا أو التي لم تتماشى مع أهدافي وقيمي الشخصية.

هذا التمرين في تحديد الأولويات لم يقلل من شعوري بالإرهاق فحسب، بل أعطاني أيضًا إحساسًا أوضح بالاتجاه. من خلال التركيز على ما يهم حقًا ، تمكنت من استعادة السيطرة على حياتي والتوقف عن الانجراف بلا هدف.

إذا كنت تشعر بالإرهاق، فقد يكون ذلك علامة على أنك تتحمل الكثير دون توجيه واضح.

حاول تحديد أولويات مهامك والتزاماتك بناءً على ما يهمك حقًا. يمكن أن يساعد في تقليل الفوضى ويمنح حياتك إحساسًا قويًا بالهدف.

ومع ذلك، في حين أن إدارة المهام شيء، فإن ضمان توافقها مع معتقداتك الأساسية يمثل تحديًا آخر تمامًا.

6) أنت لا تعيش وفقاً لقيمك

العلامة الأخيرة على أنك قد تنجرف في الحياة هي عندما لا تعيش بشكل متوافق مع قيمك الشخصية.

قيمك هي المبادئ التي توجه سلوكك وقراراتك. إنها جزء لا يتجزأ من هويتك وما تؤمن به.

عندما تعيش وفقًا لقيمك، فإنك تشعر بالرضا والإنجاز.

ومع ذلك، إذا وجدت نفسك تتنازل باستمرار عن قيمك، سواء كان ذلك بسبب الضغط المجتمعي، أو الخوف من الحكم، أو الرغبة في الاندماج، فقد يؤدي ذلك إلى مشاعر السخط والقلق.

ربما تقدر الإبداع ولكنك تجد نفسك عالقًا في وظيفة عادية لا تستغل مهاراتك الإبداعية. أو ربما تقدر وقت العائلة بشدة ولكنك تعمل لساعات طويلة لدرجة أنك نادرًا ما تقضي وقتًا ممتعًا مع أحبائك.

إذا كان هذا يبدو مألوفًا، فقد حان الوقت لإعادة تقييم حياتك .

ابدأ بتحديد قيمك الأساسية. ما هو أهم شي بالنسبة لك؟ هل هو الصدق أم النزاهة أم الإبداع أم الأسرة أم ربما الحرية؟

بمجرد تحديد قيمك، افحص حياتك ولاحظ أين لا تتماشى مع هذه المبادئ. ثم قم بإجراء التعديلات اللازمة. قد يعني ذلك تغيير الوظائف، أو إعادة تعريف العلاقات، أو ببساطة قول “لا” في كثير من الأحيان لأشياء لا تخدم قيمك.

إن العيش في توافق مع قيمك يمكن أن يوفر اتجاهًا واضحًا لحياتك ويساعدك على التنقل عبر القرارات بثقة أكبر. 

إنها البوصلة التي ينبغي أن توجه أعمالنا. عندما يكون هناك عدم تطابق بين قيمنا وخيارات حياتنا، ينشأ اضطراب داخلي.

إن اتخاذ خيارات تتماشى مع قيمنا هو حجر الأساس لوقف الانجراف وتوجيه حياتنا نحو الرضا الحقيقي .

قد يعجبك!